ورابعا : أن ما ذكره من قوله : (إن اريد بالخلافة وراثة العلم) ـ إلى آخره ـ إنّما هو قول باللسان ، وإلّا فلو كان ذلك عن صحة واعتقاد فكيف عدلوا عن علوم اولئك الأئمّة الأمجاد إلى العمل بالقياس والاستحسان والأخذ عن غيرهم ، بل لم يساووهم بغيرهم ، ولم ينقلوا عنهم حكما من الأحكام في حلال ولا حرام ، كما هو بحمد الله سبحانه ظاهر لذوي الأفهام؟
إذا عرفت ذلك ، فاعلم أن هذه الأخبار التي قدّمناها وإن كانت مجملة ـ كما عرفت ـ إلّا إن هاهنا أخبارا مستفيضة من طرق القوم أيضا ، صريحة في المراد ، سالمة من الإيراد ، فمنها ما يدلّ صريحا وتفصيلا على أسامي الأئمّة الأمجاد ، ومنها ما يدلّ إجمالا ولكن لا كذلك الإجمال ، بل هي صريحة في الاختصاص بهم عليهمالسلام من حيث التعبير فيها بلفظ (العترة) و (الذرية) ونحوهما ممّا لا يدخل فيه غيرهم.
فمنها ما رواه صدر الأئمّة أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد المكي في كتابه قال : حدّثنا فخر القضاة نجم الدين أبو منصور محمد (١) بن الحسين بن محمّد البغدادي فيما كتب إلي من همدان قال : أنبأنا الإمام الشريف نور الهدى أبو طالب الحسن بن محمّد الزبيبي قال : أخبرنا إمام الأئمّة محمد بن أحمد (٢) بن شاذان قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ قال : حدّثنا محمد بن سنان الموصلي عن أحمد بن محمّد بن صالح عن سلمان بن محمّد عن زياد بن مسلم عن عبد الرحمن بن زيد بن جابر عن سلامة عن أبي سليمان (٣) راعي [إبل] رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «ليلة اسري بي إلى السماء
__________________
(١) في النسختين بعدها : بن محمّد ، وما أثبتناه وفق الطرائف.
(٢) حدّثنا فخر القضاة .. محمد بن أحمد ليس في المصدر.
(٣) في المصدر : أبي سلمى.