الثاني : الأخبار الظاهرة المنار ، الساطعة الأنوار ومنها ما رواه ثقة الإسلام وعلم الأعلام ـ نوّر الله تعالى مرقده ـ في كتاب روضة (الكافي) بسنده عن أبي الجارود قال : قال لي أبو جعفر عليهالسلام : «يا أبا الجارود ، ما يقولون لكم في الحسن والحسين عليهماالسلام؟». قلت : ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله صلىاللهعليهوآله. قال : «فأي شيء احتججتم عليهم؟». قلت : احتججنا عليهم بقول الله عزوجل في عيسى بن مريم عليهالسلام (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيّا وَيَحْيى وَعِيسى) (١) [فجعل] (٢) عيسى بن مريم من ذرية نوح عليهالسلام. قال : «فأي شيء قالوا لكم؟». قلت : قالوا : قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب. قال (٣) : «فأي شيء احتججتم عليهم؟». قلت : احتججنا عليهم بقول الله تعالى لرسوله صلىاللهعليهوآله (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) (٤). قال : «فأي شيء قالوا؟». قلت : قالوا : قد يكون في كلام العرب أبناء رجل وآخر يقول : أبناؤنا.
قال : فقال [أبو] جعفر عليهالسلام : «يا أبا الجارود ، لأعطينّكها من كتاب الله عزوجل أنّهما من صلب رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يردها إلّا كافر». قلت : فأين ذلك جعلت فداك؟ قال : «من حيث قال الله عزوجل (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ) ـ الآية إلى أن انتهى إلى قوله تبارك وتعالى ـ (وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ) (٥) ، فسلهم يا أبا الجارود : هل كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله نكاح حليلتهما؟ فإن قالوا : نعم كذبوا وفجروا ، وإن قالوا : لا ، فهما ابناه لصلبه» (٦) الحديث.
ولا يخفى ما فيه من الصراحة في المطلوب والظهور والتشنيع الفظيع على من
__________________
(١) الأنعام : ٨٤ ـ ٨٥.
(٢) من المصدر ، وفي النسختين : بجعل.
(٣) من «ح» والمصدر.
(٤) آل عمران : ٦١.
(٥) النساء : ٢٣.
(٦) الكافي ٨ : ٢٦٣ ـ ٢٦٤ / ٥٠١.