وأمّا ما استند
إليه من حديث الطينة فلا مانع من حمل أبدانهم ـ صلوات الله عليهم ـ على
الأبدان العنصريّة ، فإن تلك الطينة لصفاء جوهريتها ونورانية مادتها في ذلك العالم
لا تقصر عن مناسبة أخذ أرواح الشيعة من فضلها وبقيّتها. وأمّا حديث عظام آدم ويوسف
عليهماالسلام فلا دلالة فيه ؛ إذ هو بعد الموت وهو ممّا لا إشكال
فيه.
نعم ، فيه
دلالة على بقاء الأجسام العنصريّة بعد الموت في الأرض ، وهو موضع الإشكال لدلالة
تلك الأخبار على رفعها من الأرض بعد الثلاثة أو الأربعين. وما زعمه من تخصيص الرفع
بالأجساد المثاليّة قد عرفت ما فيه ، فالإشكال باق بحاله.
وممّا يؤيّد
الخبرين المتقدّمين أيضا ، الدالّين على الرفع بالأبدان العنصريّة ما رواه الشيخ
في (التهذيب) عن سعد الإسكاف قال : حدّثني أبو عبد الله عليهالسلام قال : «إنّه لما أصيب أمير المؤمنين عليهالسلام قال للحسن والحسين عليهماالسلام : غسّلاني وكفّناني
وحنّطاني واحملاني على سريري ، واحملا مؤخره تكفيا مقدّمه ، فإنكما تنتهيان إلى
قبر محفور ولحد ملحود ولبن موضوع ، فألحداني واشرجا اللبن علي وارفعا لبنة ممّا
يلي رأسي ، فانظرا ما تسمعان. فأخذا اللبنة من عند رأسه فإذا ليس في القبر شيء ،
وإذا هاتف يهتف : أمير المؤمنين كان عبدا صالحا فألحقه الله بنبيّه ، وكذلك يفعل
بالأوصياء بعد الأنبياء حتى لو أن نبيّا مات في المشرق ومات وصيّه بالمغرب لألحق
الوصيّ بالنبيّ» ، وهو ظاهر الصراحة نقي الساحة في الدلالة على ما دلّ عليه
الخبران المتقدّمان.
__________________