(الاختصاص) قال : قال الصادق عليهالسلام : «إذا كان العبد على معصية الله عزوجل وأراد الله به خيرا ، أراه في منامه رؤيا تروّعه ، فينزجر بها عن تلك المعصية» (١).
وما رواه في كتاب (المحاسن) عن صفوان عن داود عن أخيه عبد الله قال : بعثني إنسان إلى أبي عبد الله عليهالسلام زعم أنه يفزع في منامه من امرأة تأتيه ، قال : فصحت حتى سمع الجيران. قال أبو عبد الله عليهالسلام : «اذهب فقل : إنك لا تؤدّي الزكاة».
قال : بلى ، والله إني لأؤدّيها. قال عليهالسلام : «قل له : إن كنت تؤدّيها لا تؤديها إلى أهلها» (٢).
ومثل هذا الخبر ورد في حق شهاب بن عبد ربه (١).
وأنت خبير بأن ما اشتملت عليه الأخبار المتقدمة من تقسيم الرؤيا إلى صادقة وكاذبة ، وأن الاولى هي ما تراه بعد الصعود إلى السماء ، والثانية ما تراه في الهواء لا ينافي هذه الأخبار ، بل يحقّقها ؛ لأن ما يكون من الله سبحانه على جهة البشارة أو الإنذار والتخويف هي الرؤيا الصادقة التي تراها في السماء ، وما عداها فهو من الرؤيا الكاذبة التي تراها في الهواء.
وحينئذ ، فما عبّر به في بعض الأخبار المتقدمة عما يراه في الهواء بأنه من
__________________
(١) وهو ما رواه في (الكافي) (١) وتهذيب الأحكام (٢) بسندهما إلى الوليد بن صبيح قال : قال لي شهاب بن عبد ربّه : أقرئ أبا عبد الله عليهالسلام عني السّلام ، وأعلمه أنه يصيبني فزع في منامي.
قال : فقلت له : إن شهابا يقرئك السّلام ويقول لك : إنه يصيبني فزع في منامي. قال : «قل له فليزكّ ماله». قال فأبلغت شهابا ذلك فقال لي : فتبلغه عني؟ فقلت : نعم. فقال : قل له : إن الصبيان فضلا عن الرجال ليعلمون أني ازكّي. فابلغته فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «قل له : إنك تخرجها ولا تضعها مواضعها».
١ ـ الاختصاص (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١٢ : ٢٤١.
٢ ـ المحاسن ١ : ١٦٨ / ٢٥١.
__________________
١ ـ الكافي ٣ : ٥٤٦ / ٤ ، باب الزكاة لا تعطى غير أهل الولاية.
٢ ـ تهذيب الأحكام ٤ : ٥٢ / ١٣٦.