إلى الحسين ويشير عليه أن يقدم العراق ويقول : هم شيعتك وشيعة أبيك. وكان عبد الله بن عباس ينهاه عن ذلك ويقول : لا تفعل(١).
قال الحسين عليهالسلام لابن عباس : «فإنّي مستوطن هذا الحرم ـ يعني مكّة ـ ومُقيم فيه أبداً ما رأيت أهله يحبّوني وينصروني فإذا هم خذلوني استبدلت بهم غيرهم واستعصمت بالكلمة التي قالها إبراهيم الخليل عليهالسلام يوم أُلقي في النار : حسبي الله ونعم الوكيل فكانت النار عليه برداً وسلاماً» (٢).
فلمّا أصبح الحسين عليهالسلام وإذا برجل من الكوفة يُكنّى أبا هرّة الأزدي أتاه فسلّم عليه ثمّ قال : يابن بنت رسول الله ما الذي أخرجك عن حرم الله وحرم جدّك رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فقال الحسين عليهالسلام : «يا أبا هرة إنّ بني اُميّة أخذوا مالي فصبرت وشتموا عرضي فصبرت وطلبوا دمي فهربت. وأيم الله يا أبا هرة لتقتلني الفئة الباغية وليلبسهم الله ذُلاً شاملاً وسيفاً قاطعاً وليُسلطنَّ الله عليهم مَنْ يذلّهم حتّى يكونوا أذلّ من قوم سبأ إذ ملكتهم امرأة منهنّ فحكمت في أموالهم وفي دمائهم» (٣).
وقالوا : وكان زهير بن القين البَجَلي بمكّة وكان عثمانيّاً فانصرف من مكة متعجّلاً فضمّه الطريق وحسيناً فكان يسايره ولا ينازله ؛ ينزل الحسين في ناحية وزهير في ناحية فأرسل الحسين إليه في إتيانه فأمرته امرأته دملم
____________________
(١) تهذيب الكمال : ج ٦ ص ٤١٥.
(٢) كتاب الفتوح : ج ٥ ص ٤٤.
(٣) المصدر نفسه : ص ١٢٣.