مطيعاً لسيدنا الحسين عليهالسلام وكانت دموعه تسيل على خديه ويكثر النظر إلى السماء وينظر إلى سيدنا الحسين وهو مُلقىً على الأرض فيأتيه ويشمّ جراحات الحسين عليهالسلام ثمّ يلطّخ جبينه بدمه.
انشغلت بالقتال ولم أرَ الجواد وجعلت أنظر إلى الحسين عليهالسلام وقد اشترك في قتله ثلاثة أحدهم ضربه برمح والآخر بسيف ضربات ثمّ نزل الثالث ـ وكان الإمام عليهالسلام ملقىً على الأرض ـ فضرب برجله صدر الحسين عليهالسلام ثمّ أمسك برأس الحسين وذبحه كما تذبح الشاة. فجئت إلى الرجل وأمسكته من رقبته ودفعته عن جسد سيدي الحسين عليهالسلام وقلت : لعنك الله! أتدري مَنْ قتلت؟! هذا سيد شباب أهل الجنّة هذا ابن سيد المرسلين وحبيب ربّ العالمين! كأنّي أُلهمت وقلت ذلك على الطبيعة فقال : أعطوني مالاً. وقالوا : اقتله. فقتلته فاستيقظتُ من النوم مرعوباً محزوناً وقد توقّف شعر رأسي وأصابني حزن وبكاء عظيم. بعد ذلك أعطاني الله قوّة عجيبة في بصري فصرت أرى النملة السوداء في الغرفة الظلماء كأنّما في وضح النهار وصرت أرى أُموراً عجيبة.
واستمرّ في حديثه قائلاً : كنت أبكي على سيدنا الحسين عليهالسلام في ذات ليلة وكانت ليلة جمعة فدعوت الله عزوجل أن يبلغ روحه منّي السلام وأنا في أرض بعيدة لا أستطيع زيارة قبر سيدنا الحسين عليهالسلام وفي عالم الرؤيا جاءني رجل مرتدياً عمامةً مثل عمامتكم ولباسكم في المنام وقال لي : أتريد أن تزور الحسين؟