عُطاشى الحرب في الشريعة
لا يَبرح البشر ، مِن احترام بعض الآداب في المُحاربات ، مَهْما كان المُحاربون وحوشاً وكَفرة ، كاجتنابهم قتل النساء والأبرياء ، ومنع الماء والطعام عنهم ، وأصبحت حكومات اليوم تُراعي هذه الأُصول بعَين الاحترام ، وتُعَدُّ ارتكاب هذه المظالم مِن أقبح الجرائم ، وقد نهى شرع الإسلام كبقيَّة الشرائع السماويَّة عن : حصار الأبرياء ، والتعرُّض بالنساء ، ومَنع الماء والطعام عنهم ، أو عن المرضى والأسرى والأطفال ؛ لأنّهم بُراءٌ مِمَّا قامت به رجالهم المُحاربون ، وقد مَنعت الشريعة والعاطفة أيضاً ذبح الحيوان عَطشاناً.
أمَّا الحزب السُّفياني ، فقد ارتكب كلَّ هذه المَظالم والجرائم ؛ حَنقاً على حسين الفضيلة وآله.
ولا نَنسى ما حَدث يوم الدار ، يوم ثار المُهاجرون والأنصار ؛ فحاصروا الخليفة عثمان بن عفَّان ، وطالبوه أنْ يُسلِّم إليهم ابن عمِّه مروان ، فاستغاث بعليٍّ (عليه السّلام) ، وشكا إليه العَطش ـ وعليٌّ يومئذٍ مُلتزم الحِياد التامَّ ـ ؛ فأرسل إليه مع ذلك ، وَلديه الحسن