الحسين رَمز الحَقِّ والفَضيلة
لا عَجَبَ إنْ عُدَّت نَهضة الحسين (عليه السّلام) المَثلَ الأعلى ، بين أخواتها في التاريخ ، وحازت شُهرة وأهميَّة عظيمتين ؛ فإنَّ الناهض بها (الحسين) ، رَمز الحَقِّ ، ومِثال الفَضيلة.
وشأنُ الحَقِّ أنْ يَستمرَّ ، وشأنُ الفَضيلة أنْ تَشتهر ، وقد طُبعَ آلُ عليٍّ (عليه السّلام) على الصدق ؛ حتَّى كأنَّهم لا يَعرفون غيره ، وفُطِروا على الحَقِّ ، فلا يتخطّونه قَيد شعرةٍ. ولا بُدع ؛ فقد ثبت في أبيهم ، عن جَدِّهم النبي (صلَّى الله عليه وآله) : «عليُّ مع الحَقِّ ، والحَقُّ مع عليٍّ ، يدور معه حيثُما دار». فكان علي (عليه السّلام) لا يُراوغ أعدائه ، ولا يُداهن رقبائه ، وهو على جانب عظيم مِن العلم والمَقدِرة ، وتاريخه ـ كتاريخ بنيه ـ يَشهد على ذلك ؛ فشعور التفادي (ذلك الشعور الشريف) كان في عليٍّ وبنيه ، ومِن غرائزهم ، ولا سيِّما في الحسين بن عليٍّ (عليه السّلام) (وما في الآباء ترثه الأبناء).
وقد تفادى عليٌّ (عليه السّلام) ، عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) بنفسه كَرَّاتٍ عَديدة ، وكذلك الحسين (عليه السّلام)