الإمام ونَعْيُ مُسلم
روى عبد الله بن سليمان ، والمُنذر بن المشمعل الأسديَّان ، قالا : لمَّا قضينا حَجَّنا ، لم تَكُن لنا هِمَّة إلاَّ اللحاق بالحسين (عليه السّلام) في الطريق ؛ لننظُر ما يكون مِن أمره ، فأقبلنا تَرقل بنا ناقتانا مُسرعَين ، حتَّى لحقناه بزرود ، فلمَّا دَنونا منه ، إذا نحن برجُلٍ مِن أهل الكوفة ، قد عدل عن الطريق ، حتَّى رأى الحسين ، فوقف الحسين (عليه السّلام) كأنَّه يُريده ، ثمَّ تركه ومضى.
فقال أحدنا لصاحبه : اذهب بنا إلى هذا لنسأله ، فإنَّ عنده خبر الكوفة. فمضينا حتَّى انتهينا إليه. فقلنا : السّلام عليك. فقال (ع) : وعليكم السّلام.
قلنا : مَن الرجُل؟
قال : أسديٌّ.
قلنا له : ونحن أسديَّان ، فمَن أنت؟
قال : أنا بكر بن فلان.
وانتسب وانتسبنا ، ثمَّ قلنا له : أخبرنا عن النّاس ورائك.
قال : نَعمْ ، لم أخرج مِن الكوفة حتَّى قُتِل مسلم بن عقيل وهاني بن