الهِجرة
الحسينيَّة وانقلابات حَول الستِّين
للحوادث أدوار تَتعاقِب كالليل والنهار
، والتاريخ يُعيد نفسه باختلاف الأطوار ؛ فما أشبه هِجرة الحسين (عليه السّلام) ، بأهله
مِن المدينة إلى مَكَّة ؛ خَوفاً مِن آل أبي سفيان ، وبهِجرة جَدِّه محمّد (صلَّى
الله عليه وآله) ، بأهله إلى المدينة مِن مَكَّة ؛ خَوفاً مِن أبي سفيان وحِزبه ، وبين
اليومين نحو سِتِّين عاماً ؛ كذلك مَجْدُ أُميَّة وأبي سفيان انقرض في فَتح مَكَّة
، على يدي محمّد بن عبد الله ، النبي الهاشمي (صلَّى الله عليه وآله) ، وانقرضت
ثانية دولة آل أبي سفيان ، بعد مَقتل الحسين (عليه السّلام) ببِضع سِنين ، وبين
اليومين نحو سِتِّين عاماً ، ثمَّ بُنيت على أنقاضها حكومة مروانيَّة ، عاشت نحو
سِتِّين عام ، ثمَّ انقرضت هي وكلُّ مَجدٍ لأُميَّة على يدي محمّد بن عبد الله
القائد الهاشمي.
وأولوا المَبادي والهِمم ، والعلماء ، بمَجاري
الحركات في العالم ، لا تَبرد عزائمهم مَهْما خابت مَساعيهم ، ويواصلون المَسعى بالمسعى
وإن فشلوا ، والدهر دوَّار ، وللتاريخ تَكرار ، وللنفوس إقبال وإدبار ،