عليٌّ نحو الأعداء ،
وعين أبيه تُشيِّعه ، وتُرسِل دموعها الحارَّة مصحوبة بالزفرات ، والنساء على أثره
تولوِل ، وتُعوِل أُمُّه بشَجو فاقدة الاصطبار ؛ إذ فقدت مركز آمالها ، والإمام يٌنادي
بأعلى صوته : «يابن سعد ، قطع الله رَحمك ، كما قَطعت رَحمي ، ولم تَحفظ قَرابتي
مِن رسول الله».
أمَّا الغُلام ، فقد تَجلَّى على القوم
بوجه رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ، وعِمامة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)
، وأسلحة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ، وعلى فَرس رسول الله (صلَّى الله
عليه وآله) ، ونَطَقَ بمَنطق رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) قائلاً :
أنا عليُّ بنُ الحسينِ بنِ عليِّ
|
|
نحنُ وبيتِ الله أولى بالنبي
|
والله لا يَحكم فينا
ابنُ الدعي
أيْ : أنا المَثل الأعلى لرسول الله (صلَّى
الله عليه وآله) فيكم ، بصورتي وسيرتي ، وحَسَبي ونَسَبي ؛ فأنا تِذكار جَدِّي
عليٍّ (عليه السّلام) ، وأنا شبيه النبي (صلَّى الله عليه وآله) ، وإنَّ أبي
الحسين (عليه السّلام) سِبط النبي (صلَّى الله عليه وآله) ، وإنَّ جَدِّي عليَّاً
أخو النبي (صلَّى الله عليه وآله) ووصيُّه ؛ فنحن جميعاً أُولو قُرباه ، وأهل بيته
، الذين أذهبَ الله عنهم الرِّجس وطَهَّرهم تطهيراً ؛ فـ (أُوْلُو الأَرْحَامِ
بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ). فنحن أولى بخِلافة جَدِّنا النبي
(صلَّى الله عليه وآله) مِن الأجنبي.
وبعد هذا البرهان الجَليّ ، لا يَسوغ
أنْ نُسلِّم أزِمَّة دين جَدِّنا النبي (صلَّى الله عليه وآله) إلى ابن الدعي ـ
والدعي هو المنسوب