شَيْءٍ)
، إذ كيف يتصور أن يكون القرآن الكريم تبيانا لكل شيء ويعجز عن أن يكون تبيانا
لنفسه؟! وكيف يكون (هُدًى لِلنَّاسِ
وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)
و (نُوراً مُبِيناً)
وهم أحوج ما يكون أن يهديهم إليه ، ويبين لهم نفسه ويضيء لهم خباياه؟!
وقد جاء في الحديث الشريف : (إنّ القرآن
ليصدق بعضه بعضا ..)
ومن مصاديق وتطبيقات هذا التصديق ، أن يبين بعضه خبايا بعض ، والاستمداد ببعضه على
كشف بعضه الآخر.
ومما لا شك فيه أنّه بوجود هذا الطريق
إلى فهم القرآن من الاهتداء بالبيان الإلهي نفسه ، ينتج أن طريق فهمه غير مسدود ، وأنّه
لا يحتاج إلى طريق سواه ؛ لأنّ من كان هادياً لا يفتقر إلى غيره في الهداية إليه ،
ونحن نلاحظ من الكتاب نفسه أن اللّه تعالى هو المبين الأول لمراده من كلامه كما في
قوله تعالى : (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).
__________________