الطريق والنهوض بمهمة البيان.
ثالثاً : تسهيل ولوج هذا الطريق وصولاً إلى تحقيق الهدف من النزول ، لأنّ الخطاب وإن كان المخاطَب به ، والمسؤول عن تبيينه هو النبي صلىاللهعليهوآله ومن يقوم ـ بأمره ـ مقامه ؛ إلاّ إنّه يجب على الأُمّة تدبّره ، فهو عام من جهة إلزام الأُمّة به ، ولا يختصّ سبب نزوله بمورده ، أمّا اختلاف الناس في مراتبههم تجاهه ، فسبب :
١ ـ اختلافهم في الطرق الحاكية للتبيين النبوي ، مع توسعة العامة دائرة الحجيّة لتشمل أقوال من ليس بمعصوم.
٢ ـ تفاوتهم في القدرة على فهم النص القرآني.
٣ ـ اختلافهم في الزاوية التي يسقطون منها نظرهم إلى النص.
٤ ـ اختلاف وسائلهم المستعملة في فك مغاليقه.
رابعاً : الاختلاف في الغاية التي تكون منطلقاً في تصديهم لمحاولة فهمه وكشف دلالاته ، إذ كثيرا ما تكون تلك الغاية محركاً إلى النظرة الموضوعية للنص بعيداً عن التعصب والتأويل المتعسف مثلما يمكن أن تكون تلك الغاية أيضاً سبباً في تحميل النص ما لا يحتمله ، وجرّه إلى ما لا صلة له به ، أو مط المفاهيم ، وتفكيك السياقات ، والوحدة الموضوعية في النص ، لفتح ثغرات تلغى من خلالها المفاهيم الخاصة بالمتصدي للفهم ، وبالتالي يوي ذلك كلّه إلى إضعاف نسيج النص ، بما يخرج فهم المتصدّي عن إيقاع مسيرة النص ، ومن ثمّ مسيرة العقل ، والوصول به إلى المنطقة الآمنة التي تتجمّع عندها الإمكانات التي يحملها النص في القدرة