وقد يذكر الشيخ الطوسي احيانا اختلاف المفسرين في سبب نزول بعض الآيات ولم يرجح راياً لاحدهم ، وانما يسرد ماذكروه جميعاً دون ترجيح لاحدها ، ولعل مرد ذلك إلى استحسانه كل الوجوه والا لرد بعضها ، ووافق بعضها الاخر ، ولكنه سكت كما هو الحال في توضيحه لسبب نزول قوله تعالى :
(أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ) ١.
فقال :
|
اختلف المفسرون في سبب نزول هذه الآية ، فروي عن ابن عباس انه قال : قال رافع بن خزيمة ووهب بن زيد لرسول الله صلىاللهعليهوآله : ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقراه ، وفجرلنا انهارا نتبعك ونصدقك ، فانزل الله في ذلك من قولهما : (أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ). وقال الحسن : عنى بذلك المشركين من العرب لماسالوه فقالوا : (أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً) ٢ وقالوا : (أَوْ نَرَى رَبَّنَا) ٣. وقال السدي : سالت العرب محمداً صلىاللهعليهوآله ان ياتيهم باللّه فيروه جهرة. وقال مجاهد : سالت قريش محمداً ان يجعل لهم الصفا ذهباً ، فقال : نعم هو لكم كالمائدة لبني اسرائيل ، فابوا ورجعوا ، وقال ابو علي : روي ان النبي صلىاللهعليهوآله ساله قومه ان يجعل لهم ذات انواطٍ كما كان للمشركين ـ ذات انواطٍ : وهي شجرةٌ كانوا يعبدونها ويعلّقون عليها التمر وغيرها من الماكولات. ٤ |
كما ويذكر الشيخ الطوسي احياناً اختلافاً وقع فيه المفسرون حول سبب النزول ، وفيمن نزلت الآية ، ويكتفي أيضاً بسرد ارائهم دونما تعليق اورد او ترجيحٍ ، كما فعل في تفسيره
__________________
١. البقرة ( ٢ ) الآية ١٠٨.
٢. الاسراء ( ١٧ ) الآية ٩٢.
٣. الفرقان ( ٢٥ ) الآية ٢١.
٤. الطوسي ، التبيان ، ج ١ ، ص ٤١٣.