قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ الطوسي مفسراً

الشيخ الطوسي مفسراً

الشيخ الطوسي مفسراً

تحمیل

الشيخ الطوسي مفسراً

232/320
*

محله.

ومن الابطال مايقال : نسخت الريح اثار الديار ، اي غيرتها ، وابطلتها وازالتها ، وهو رفع الحكم وابطاله من غير ان يقيم له بدلاً ١.

وقدكانت لفظة النسخ تعني عند الصحابة والتابعين مطلق التغيير الذي يطرا على بعض الأحكام ، سواء رفعها وحل محلها ، او خص مافيها من عموم ، او قيد مافيها من اطلاقٍ ، وامثالها من اساليب البيان ٢.

ثم جاء المفسرون فيما بعد ليجعلوا كلمة النسخ تعني مايشمل التخصيص والتقييد والاستثناء وترك العمل بالحكم لانتهاء امده ، او لتغيير ظرفه ، او تبدل موضوعه وغيرها ٣.

.النسخ في الاصطلاح :

اصطلح الاصوليون على النسخ بانه رفع الحكم الشرعى بدليل شرعي متاخرٍ ، وبهذا فان النسخ يعني رفع حكم النص بعد ان يكون ثابتاً ٤.

« وانه ليس لاحد ان ينكر على الشارع او يرفض قوله بالنسخ » ٥.

وقداتفق جمع من العلماء على جواز النسخ عقلاً وسمعاً ، اذ لامحظور فيه عقلاً ، ولولم يكن جائزاً عقلاً وواقعاً لماجوز المنكرون له ان يامر الشارع عباده بامرٍ مؤقت ينتهي بانتهاء وقته. وكذلك لولم يكن النسخ جائزاً لكانت الشرائع الاولى باقيةً ، ولو كانت باقيةً ماثبتت رسالة سيدنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الناس كافةً ٦ وقد نص القرآن الكريم على وجودالنسخ ، فقال تعالى : (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا)٧ وقال أيضاً (يَمْحُو الله مَا يَشَاء

__________________

١. ابن منظور ، لسان العرب ، فصل النون حرف الخاء.

٢. علوم القرآن المنتقى ، ص ١٦٩.

٣. العتائقي الحلي ، الناسخ والمنسوخ ، مقدمة المحقق الفضلي ، ص ٧.

٤. الشاطبي ، الموافقات في اصول الشريعة ، شرح عبد الله دراز ، ج ٣ ، ص ٦٥.

٥. الزرقاني ، مناهل العرفان ، ج ٢ ، ص ١٧٦.

٦. الزركشي ، البرهان ، ج ٢ ، ص ٣٠.

٧. البقرة ( ٢ ) الآية ١٠٦.