٦. وفي قوله تعالى (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) ١.
يقول الشيخ الطوسي :
|
وذكروا في موضع ( من ) وجهين من الاعراب : قال بعضهم : موضعه نصب على حذف الباء ، وتقديره اعلم بمن يضل ؛ ليكون مقابلاً لقوله (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ). وقال الفراء والزجاج : موضعها الرفع لانها بمعنى « اي » كقوله (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ) ٢ وصفة « افعل » من كذا لاتتعدى لانها غير جارية على الفعل ، ولامعدولة عن الجارية كعدل ضروب عن ضارب ومنحار عن ناحر ، وقال قوم : ان ( أعْلَم ) هاهنا بمعنى يعلم كماقال حاتم الطائي : |
||
فخالفت طي من دوننا خلفا |
|
واللّه اعلم ماكنا لهم خولا |
|
|
وقالت الخنساء : |
||
القوم اعلم ان جفنته |
|
تغدو غداة الريح او تسري |
|
|
قال الرماني : هذا لايجوز ، لانه لايطابق قوله : (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) فمعنى الآية ان الله تعالى اعلم بمن يسلك سبيل الضلال المؤدي إلى الهلاك بالعقاب ومن سلك سبيل الهدى المفضي به إلى النجاة والثواب ٣. |
||
ضل الشيخ الطوسي ملتزماً بما التزم به سلفه من علماء الإماميّة ولايكاد يختلف معهم في شيء الا ماندر.
وقد سرى التزامه وتبنيه لاراء اولئك الاعلام في المدرسة الإماميّة حتى في موضوع القراءة اذ يقول في هذا الصدد :
__________________
١. الأنعام ( ٦ ) الآية ١١٧.
٢. الكهف ( ١٨ ) الآية ١٢.
٣. الطوسي ، التبيان ، ج ٤ ، ص ٢٥٠.