٤. وفي قوله تعالى (وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ) ١. يذكر الشيخ الطوسي :
|
وقوله : (وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ) من نصب جميع ذلك عطفه على المنصوب بواو الاشتراك ، ثم استانف ، فقال : (وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ) ، ومن نصب الجروح عطفها على ماقبلها من المنصوبات ، ومن لم ينصب غير النفس فعلى ان ذلك هو المكتوب عليهم ، ثم ابتدا مابعده بياناً مبتداءً ، ويحتمل ان يكون الواو عاطفة جملة على جملة ، ولايكون الاشتراك فيمن نصب ، ويحتمل ان يكون حمل على المعنى ، لان التقدير قلنا لهم : ان (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) فحمل (وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ) على المعنى دون اللفظ ، ويحتمل ان يكون عطف على الذكر المرفوع في الظرف الذي هو الخبر ، وان لم يؤكد المعطوف عليه بضمير منفصل ، كما قال : (لَوْ شَاء الله مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا) ٢ فلم يؤكدكما اكد في قوله : (يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ) ٣ ذكر الوجوه الثلاثة الزجاج وابو علي الفارسي ، ومن نصب الجميع جعل الكل فيما كتب عليهم ٤. |
وقد يطيل الطوسي نقاشه مع العلماء ويقف كثيرا على ماقالوه مؤيدا تارة ومعترضا اخرى كما في قوله تعالى :
٥. (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ) ٥.
يشير إلى اعراب (لَئِنِ) من هذه الآية فيقول :
|
اختلف النحويون في ان جواب (لَئِنِ) كان جواب ( لو ) ، فقال الاخفش ومن تبعه : اجيبت بجواب « لو » لان الماضي وليها كمايلي « لو » ، فاجيبت بجواب « لو » ودخلت كل واحدة منهما على صاحبتها ، قال الله تعالى : |
__________________
١. المائدة ( ٥ ) الآية ٤٥.
٢. الأنعام ( ٦ ) الآية ١٤٨.
٣. الأعراف ( ٧ ) الآية ٢٧.
٤. الطوسي ، التبيان ، ج ٣ ، ص ٥٣٠.
٥. البقرة ( ٢ ) الآية ١٤٥.