لايستغني عنها متخصصٌ او باحثٌ ، حيث اسدى للعربية خدمةً جُلّى تستحق كل الثناء والتقدير.
ونحن هنا نورد بعض الامثلة التي كان الشيخ الطوسي قدذكرها في تبيانه بشيء من التفصيل :
١. اورد في حد الكلام وتقسيمه عند تفسيره لقوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ) ١ :
|
الكلمة : اسم جنس لوقوعها على الكثير والقليل ، يقولون : قال امرؤ القيس في كلمته يعني في قصيدته ، وقال قس في كلمته يعنون في خطبته ، فوقوعها على الكثير ، نحو ماقلناه ، ووقوعها على القليل قال سيبويه : ( قال ) قد اوقعها على الاسم المفرد والفعل المفرد ، والحرف المفرد ، فاما الكلام فان سيبويه قد استعمله فيما كان مؤلّفاً من هذه الكلم ، فقال : لوقلت : ان تضرب ناسا لم يكن كلاماً ، وقال أيضاً : انما ، فقلت ، ونحوه ، ماكان كلاماً ، بل قولاً ، واوقع الكلام على المتالف والذي صوره المتكلمون ، ان حد الكلام ما انتظم من حرفين فصاعدا من هذه الحروف المنقولة ، اذا وقع فمن يصح منه او من قبله الافادة ، ثم ينقسم إلى قسمين : مفيد ومهمل. فالذي اراد سيبويه انه لايكون كلاماً ، انه لايكون مفيداً ، وذلك صحيحٌ ، فاما تسميته بانه كلامٌ ، صحيحٌ ، وكيف لا يكون صحيحاً وقد قسموه إلى قسمين : مهمل ومفيد؟ فادخلوا المهمل الذي لايفيد في جملة الكلام. والكلمة والعبارة والابانة ، نظائر ، وبينهما فروقٌ ، والفرق بين الكلمة والعبارة ان الاظهر في الكلمة هي الواحدة من جملة الكلام ، وان قالوا في القصيدة : انها الكلمة ، والعبارة تصلح للقليل والكثير ، واما الابانة فقد تكون بالكلام والحال ، وغيرهما من الادلة ، كالاشارة والعلامة وغير ذلك ، واما النطق فيدل على ادارة اللسان بالصوت وليس كذلك الكلام ولهذا يقولون : ضربته فما تكلم ، ولايقولون فما نطـق ، اذا كان صاح ، وكذلك لايجوز ان يقال في الله : انه ناطقٌ ، واما اللفظ فهو من قولك : لفظت الشيء : اذا اخرجته من فمك ، وليس في الكلام مثل ذلك ، ويقال : كلمته تكليماً وكلاماً ـ وتكلّم تكلّماً |
__________________
١. البقرة ( ٢ ) الآية ٣٧.