الجانب اللغوي في التبيان
اظهر الشيخ الطوسي اهتماماً خاصاً باللغة في تفسيره ، حيث كان يستعين بها لتوضيح النص القرآني واستخراج المعنى المطلوب من المفردات التي احتواها القرآن الكريم ، ولماكان القرآن قد نزل بلغة العرب ، وهم أهل الفصاحة وارباب اللغة ، فمن الطبيعى جدّاً ان يكون لاستعمالاتهم اللغوية الخاصة مايهيئ للمفسر ـ اي مفسر ـ مادة اساسيّةً في فهم النصوص والايات القرآنية الكريمة ، ويمنحه الفرصة المناسبة في استنطاق آيات الكتاب العزيز ، واستجلاء اسرار معانيها ، ولذلك جهد الشيخ الطوسي في تعقب اقوال علماء اللغة البارزين وجملة من الشعراء الذين يحتج باشعارهم ، وهو ازاء تلك الاقوال كان يقف موقف الراصد الخبير ، فيناقشها ويرجح بعضها على بعض ، ويترك مالايصلح منها ولايفيد.
كما نجده يسهب في التفاصيل احياناً لضرورة يراها ، وقديوجز في موضع اخر من تفسيره ، فلايذكر الا اشاراتٍ مقتضبة من اقوال علماء اللغة وارائهم.
كما نراه في مواقف عديدةٍ يطرح رايه في الكلمة ، بينما يطرح اراء غيره فقط في مواضع اخرى ، او قد يجمع بين رايه وارائهم احياناً ، ليخرج من ذلك كله بما يعينه على معرفة النص واكتشاف ما فيه ، وبهذا يكون الشيخ الطوسي قدحفظ لنا في تفسيره ثروةً لغويّةً كبيرة