(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) ١
|
قال معنى : (وَانْحَرْ) ٢ انحر البدن متقرباً إلى الله لنحرها خلافاً لمن نحرها للاوثان وقيل : استقبل القبلة بنحرك. |
ثم يروي المفسر مايستعين بها على توضيح المعنى فيقول :
|
وروي عن علي عليهالسلام ، ان معناه ضع اليمنى على اليسرى حذاء النحر ـ وهذه الرواية غيرصحيحة ـ والمروي عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهماالسلام ، ان معناه وانحر البدن والاضاحي ٣. |
وهكذا نجد الشيخ الطوسي يقف ناقداً للرواية التي رويت عن علي عليهالسلام ، ويصفها بانها غيرصحيحة ، لشكه في صحة سندها ، مما يؤكد تحريه للحقيقة ورفضه لكل مالايتفق والمنهج الموضوعي الذي تبناه في تفسيره.
ويبدو ان الشيخ الطوسي كان يعطي لمتن الرواية اكبر الاهمية في فحص مايروى عن النبى والائمة عليهمالسلام وسائر الصحابة ، ولن يجعل من روايات النبي صلىاللهعليهوآله والائمة شاهداً على التفسير الا بعد ثبوت صحتها وذلك فقد كان متقيداً بالمبدا القائل بضرورة عرض الاخبارعلى الكتاب فما وافقه يؤخذ به وما خالفه فهو زخرف ومطروح ٤.
|
ولذلك لم يتحرج الشيخ الطوسي في رفضه لما روي عن علي عليهالسلام في معنى قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ). مثال اخر : عند تفسيره لقوله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ) ٥. يذكر الشيخ الطوسي اراء المفسرين المختلفة في معنى الانفال فيقول : |
__________________
١. الكوثر ( ١٠٨ ) الآية ٢.
٢. الطوسي ، التبيان ، ج ١٠ ، ص ٤١٨.
٣. الطوسي ، التبيان ، ج ١٠ ، ص ٤١٨
٤. الطباطبائي ، القرآن في الإسلام ، ص ٦٧.
٥. الانفال ( ٨ ) الآية ١.