« قال الجبائي التعذر بالاعدام او بكساد المتاع وغيره » ١.
وهذا يعكس لنا ما يتحلى به الشيخ الطوسي من سعة افق واستفادة مما عند الاخرين وان اختلفوا معه في الراي والمعتقد وهو ما اعطى تفسير التبيان ميزة اضافية فضلا عما فيه من المزايا والمواصفات.
ومثل هذا المنهج تجده في مكان اخر من التبيان حيث يستعين المفسر في شرح معنى السحت بروايات متعددة ، واحدة عن النبى صلىاللهعليهوآله ، وثانية عن الامام على عليهالسلام.
كما يورد أيضاً تفسيراً عن ابي هريرة وعبد الله بن عمر ، ويبقى الطوسي مع الكلمة ، ليوفيها حقها من التوضيح والبيان ، اذ لابد للمفسر ـ بحكم منهجيته ذات الطابع الاستقصائي ـ ان يذكر الروايات والاراء المتعلقة بالايضاح ، ليضع القارئ امام جملة من المعاني خاليةً من المتناقضات والاختلافات ، لذلك لايرى الشيخ المفسر ضيراً من الجمع بين الروايات في تفسيره ثم يعرض ماتوصل إليه من معنى اجمالي لكلمة ( السحت ) حيث قال :
وقوله : (أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) ٢ معناه انه يكثر اكلهم للسحت وهو الحرام ، ثم يسردالروايات التي اعتمدها فيقول :
|
وروي عن النبى صلىاللهعليهوآله انه قال : السحت الرشوة في الحكم ، وروي عن علي عليهالسلام انه قال : السحت الرشوة في الحكم ، ومهر البغي ، وعسب الفحل ، وكسب الحجام ، وثمن الكلب ، وثمن الخمر ، وثمن الميتة ، وحلوان الكاهن ، والاستعجال في المعصية. وروي عن ابي هريرة مثله. وقال مسروق : سالت عبد الله عن الجور في الحكم قال : ذلك كفر ، وعن السحت ، فقال الرجل يقضي لغيره الحاجة فيهدي له الهدية٣ |
وعند تفسيره لكلمة ( انحر ) في قوله تعالى :
____________
١. الطوسي ، التبيان ، ج ٢ ، ص ٣٦٩.
٢. المائدة ( ٥ ) الآية ٤٢.
٣. الطوسي ، التبيان ، ج ٣ ، ص ٥٢٣.