فَأَجْرُهُ عَلَى الله إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) ١.
فيقول :
|
قال : (َجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ) قال ابو نجيح والسدي : معناه اذا قال اخزاه الله متعديا قال له مثل ذلك اخزاه الله ، ويحتمل ان يكون المراد ماجعل الله لنا الا الاقتصاص منه من (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ) ٢. فان للمجني عليه ان يفعل بالجاني مثل ذلك من غير زيادة وسماه سيئةً للازدواج ، كما قال : (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ) ٣. وقال : (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) ٤. |
وقد اكثر الشيخ الطوسي من الاستشهاد بالايات القرآنية في تفسيره لاياتٍ اخرى ومن خلال قراءتنا لتفسير التبيان ، لم نجده يفوت فرصة الا ويستثمر بها ايةً قرآنيةً لشرح اخرى.
استعان الشيخ الطوسي بنظم الآيات القرآنية والعلاقة القائمة بين الآيات السابقة والايات اللاحقة لاستجلاء الكثير من المعاني ، واستطاع من خلال عملية الربط بين الآيات المتجاورة ضمن السياق القرآني ان يبرز مفهوماً ماكان بمقدوره ان يوصل إلى ذهن القارئ بغير عملية الربط هذه بين الآية وماسبقها من الآيات ، وهذا مايؤكد اهتمام المفسر بمبدا السياق باعتباره احد القرائن الحالية في فهم الكلام ٥.
اذن لابد للمفسر من ان يبحث عن كل مايكشف اللفظ الذي يؤيد فهمه من دوالٍ اخرى
____________
١. الشورى ( ٤٢ ) الآية ٤٠.
٢. المائدة ( ٥ ) الآية ٤٠.
٣. النحل ( ١٦ ) الآية ١٢٦.
٤. انظر التبيان ، ج ٩ ، ص ١٦٧ ، البقرة ( ٢ ) الأية : ١٩٤.
٥. رمضان ، الطباطبائي ومنهجه في تفسير القرآن ، ص ١٦٣.