بالمستقبل : فهو يوجب تجدّد النعم في الزمان المستقبل » (١) لقوله تعالى : ( ... لئن شكرتم لأزيدنّكم ... ) (٢).
ولم تكن فاتحة الكتاب السورة الوحيدة التي بدأت بالحمد ، بل إن هناك سوراً أربعاً بدأت بالحمد كذلك (٣). ومن عظيم الإعجاز بأن تمثل كل آية من الآيات الأربع قسماً من أقسام فاتحة الكتاب ذهب إلي ذلك الرازي وبييّن أن المذكور في السور الأخرى ما هو إلاّجزء مما ذكر من فاتحة الكتاب (٤).
ومثلما بدأت بعض السور بدعاء الحمد كان ختام بعضها بالحمد أيضاً في أربع سور (٥). وفي هذا تعليم منه تعالى في كيفية حمده في كل الأمور في بدئها وختامها (٦).
أما الشكر فلم يفرقه بعضهم عن الحمد كما جاء في اللسان « الحمد : الشكر » (٧) على حين أن « الحمد أعم من الشكر » (٨) والفرق بينهما أن « الشكر
__________________
(١) مفاتيح الغيب ٢٢٤ : ١.
(٢) سورة إبراهيم : ١٤ / ٧.
(٣) ظ : ( سورة الأنعام : ٦ / ١ ، سورة الكهف : ١٨ / ١ ، سورة سبأ : ٣٤ / ١ ، سورة فاطر : ٣٥ / ١).
(٤) مفاتيح الغيب ١٨٦ : ١.
(٥) ظ : ( سورة الأنعام : ٦ / ١ ، سورة الكهف : ١٨ / ١ ، سورة سبأ : ٣٤ / ١ ، سورة فاطر : ٣٥ / ١).
(٦) ظ : جامع البيان ١٤٣ : ٧ ، مجمع البيان ٦٥ : ٣ مفاتيح الغيب ١٤٦ : ١٢.
(٧) لسان العرب : مادة ( حمد ).
(٨) مفاتيح الغيب ١٤٢ : ١٢.