بأيّ شيءٍ سبقت الأنبياء وأنت بُعِثْت آخرهم وخاتمهم؟
فقال : إنّي كنت أوَّل من آمن بربي ، وأوّلَ من أجاب حيث أخذ اللهُ ميثاقَ النبيّين ، وأشهدهم على أنفسهم : ألست بربكم؟ فكنت أوّل نبيّ قال : بلى ، فسبقتهم بالإقرار بالله عزّ وجلّ (١).
ومع ذلك ، ففي الخلاصة عن الغضائري : صَالِح بن سَهْل الهَمْدانِيّ ، كوفيٌّ غالٍ ، كَذّابٌ ، وَضّاعٌ للحديث ، روى عن أبي عبد الله عليهالسلام. لا خير فيه ، ولا في سائر ما رواه. وفيه أيضاً : وذكر الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ، أنّه من المذمومين صالح بن محمّد بن سهل الهمداني (٢). والظاهر أنّه هذا (٣) ، انتهى.
قلت : أمّا كلام الغضائري ، فالحقّ : أنه لا خير فيه ، وكيف خَفِي غلوّه وكذبه على مثل يونس وابن محبوب المعاصرين له ، الآخذين عنه؟ وعلى ثقة الإسلام الذي أخرج أخباره في جامعه؟! مع أن فيها ما ينافي الغلوّ ، ولا يروي الغالي منه ما مرّ ، والشيخ ذكره في مواضع عديدة ولم يُشِرْ إليه.
وأمّا كلام الخلاصة ، واستظهاره كونه هو المذموم في الغيبة ، فإن فيه اشتباهاً ، فإن الخَبر الذي استشهد به الشيخ لذم صالح ، موجود في الكافي (٤) ، والتهذيب (٥) ، صورته :
__________________
(١) أُصول الكافي ٢ : ٨ / ١.
(٢) كتاب الغيبة للشيخ : ٢١٣.
(٣) رجال العلاّمة الحلّي : ٢٢٩ ٢٣٠ / ٢ ، وسيأتي في كلام المصنّف ردّ هذا الاستظهار ، فلاحظ.
(٤) أُصول الكافي ١ : ٤٦٠ / ٢٧.
(٥) تهذيب الأحكام ٤ : ١٤٠ / ٣٩٧.