عامله على البحرين ، فعزله واستعمل النعمان بن عجلان الزرقي مكانه :
أمّا بعد فاني قد ولّيت النعمان بن عجلان الزرقي على البحرين ، ونزعت يدك بلا ذمّ لك ولا تثريب ، فلقد أحسنت الولاية ، وأدّيت الأمانة ، فأقبل غير ظنين ، ولا ملوم ، ولا متهم ، ولا مأثوم ، فقد أردتُ المسير إلى ظَلَمة أهل الشام ، وأحببت أن تشهد معي ، فإنك ممّن أستظهر به على جهاد العدو ، وإِقامة عمود الدين إن شاء الله (١).
وفي صدر كتاب سُلَيم بن قَيْس بعد ذكر حال سليم وكتابه ثم قال أبان : فحججتُ من عامي ذلك ، ودخلت على علي بن الحسين (عليهما السّلام) وعنده أبو الطفيل عامر بن واثِلة صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان من خيار أصحاب علي عليهالسلام ، ولقيت عنده عمر بن أبي سلمة ، ابن أمّ سلمة زوجة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فعرضته يعني كتاب سليم عليه [وعلى أبي الطفيل وعلى (٢)] علي بن الحسين (صلوات الله عليه) ذلك أجمع ثلاثة أيام ، كلّ يوم إلى الليل ، ويغدو عليه عمر وعامر ، فقرأت عليه ثلاثة أيام ، فقال لي : صدق سليم رحمهالله هذا حديثنا كلّه ، نعرفه.
وقال أبو الطفيل وعمر بن أبي سلمة : ما فيه حديث إلاّ وقد سمعته من علي (صلوات الله عليه) ومن سلمان ، ومن أبي ذر ، ومن المقداد ، الخبر (٣).
وفيه (٤) وفي الاحتجاج : قال سليم : سمعت عبد الله بن جعفر بن أبي
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٣ : ٧٥.
(٢) في الأصل والحجرية العبارة هكذا : (فعرضته يعني كتاب سليم عليه وعرض على عليّ بن الحسين صلوات الله عليه) ، وما بين المعقوفتين أضفناه من المصدر ٢ : ٥٥٩ (الطبعة المحققة)
(٣) كتاب سليم بن قيس : ٦٦.
(٤) كتاب سليم بن قيس : ٢٣١ ٢٣٣.