مجموعة عتيقة جدا كانت بخطّ الوزيري الفاضل المشهور ، وكان تاريخ كتابتها
__________________
وخمسين وثلاثمائة قال : حدثني الحسن بن زكردان الفارسي الكندي صاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام في سلخ سنة ثلاثة عشر وثلاثمائة بقرية إبراهيم من سواد الجاهدة والبطيحة والشيخ مصعد إلى حضرة المقتدر ببغداد ، لأنّ الوزير علي بن عيسى باسمه المقتدر في كثرة النفي الّتي نفاه فيها ابن الفرات إلى اليمن فاعطي علي بن عيسى الوزير خبر هذا الشيخ وانّه في بلد اليمن رجل يحدث عن علي عليهالسلام وانّه صاحبه ، وكان سنّ الشيخ ثلاثمائة وخمس وعشرون سنة فأراد أن يخرج إليه ويحظى بلقائه والسماع منه فوردت إليه الخريطة من بغداد باستدعائه وذكر الرضا عنه ، فاصعد وطالع المقتدر بخبر الشيخ فكتب المقتدر إلى اليمن حتى حمل على يد أمير عمان وادخل البصرة والأمير بها يومئذ أبو صفوان بن الفارقي.
قال قيس بن أحمد فخرجت معه من البصرة إلى أن صرت بقرية إبراهيم فسألته أن يحدّثني بما ينفعني الله بعد أن لطفت له وقلت قد وجب حقّي عليك ببعد سفري في صحبتك ، قال : فحدثني الحسن ابن زگردان الفارسي الكندي قال : كنت مع أمير المؤمنين عليهالسلام. وساق اثني عشر حديثا ، ثمّ قال أبو الجوائز : حديث السلال عنه ، حدثني علي بن عثمان قال حدثني المظفر بن الحسن بن سابق الواسطي السلال بتل هوازا في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين وثلاثمائة وكان هذا الشيخ قد وافى إلى تل هوازا إلى ابن الجبلي الصانع وكان ابن عمه ، قال : قدم إلى واسط في أيام ابن أبي الساج ومونس الخادم شيخ من اليمن يقال له : الحسن بن زكردان الفارسي الكندي ، وكان له ثلاثمائة وخمسة وعشرون سنة قال : أنا رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام في النوم وأنا في بلدي ، فخرجت إليه إلى المدينة فأسلمت على يده ، وسماني الحسن ، وسمعت منه أحاديث كثيرة وشهدت معه مشاهده كلّها ، فقلت يوما من الأيّام : يا أمير المؤمنين ادع الله لي ، فقال : يا فارسي إنّك ستعمر وتحمل إلى مدينة يبنيها رجل من ولد عمّي العباس ، تسمى في ذلك الزمان بغداد ، ولا تصل إليها ، تموت في موضع يقال له : المدائن. فكان كما قال عليهالسلام ، ليلة دخل المدائن مات رحمهالله.
وجلس للحديث بواسط فحدثنا ثلاثة أحاديث ، ونظر إلى شيوخ الواسطيين يتغامزون فسألوه أن يحدّثهم زيادة فقال : لا أحدثكم أكثر من هذا.
ثمّ ساق الأحاديث الثلاثة بالسند المذكور وقال : ولم يحدّث بعد هذه الثلاثة الأحاديث بواسط شيئا ، واخرج إلى بغداد فمات بالمدائن فبقيت حسرة في قلوب أهل واسط. تمت الأخبار الزكردانيّات.
قال الأجلّ المخلص سعد المعالي ذو الكفايتين أبو الجوائز الحسن بن بارئ الكاتب رحمهالله : وسمعت من غير واحد بعد ذلك من جماعة من أصحاب الحديث أنّ القوم الواسطيين