الله سبحانه وتعالى يقول : ( وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ ) (١) ولعلّ الرجل يكره (٢)
__________________
ولا أدبا ، ولا جعل لك معاشا غيره ، لم تتذكر ما سلف منك فتتلافاه ، ولا اعتذرت ممّا قدّمت وفرّطت فيه من الحق حتى استنشدتني مبتدئا ، كأنّ بيننا أنسا قديما ، ومعرفة سابقه ، وصحبة تبسط المنقبض. فقلت له : تعذرني متفضّلا ، فدون ما أنا فيه يدهش ، قال : وفي أي شيء أنت؟ إنما تركت قول الشعر الذي كان جاهك عندهم وسبيلك إليهم فحبسوك حتى تقول ، وأنت لا بدّ من أن تقوله فتطلق ، وإنما يدعى بي الساعة فأطالب بعيسى بن زيد بن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإن دللت عليه فقتل لقيت الله بدمه ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه خصمي ، وإلاّ قتلت ، فأنا أولى بالحيرة منك ، وأنت ترى احتسابي وصبري ، فقلت : يكفك الله ، وأطرقت خجلا منه. فقال : لا أجمع عليك التوبيخ والمنع ، احفظ البيتين ، وأعادهما عليّ مرارا حتى حفظتهما ، ثم دعي به وبي ، فلمّا قمنا قلت : من أنت أعزك الله؟ قال : أنا حاضر ـ صاحب عيسى بن زيد ـ ، فأدخلنا على المهدي ، فلمّا وقف بين يديه قال له : أين عيسى بن زيد؟ فقال : ما يدريني أين عيسى! طلبته وأخفته فهرب منك في البلاد ، وأخذتني فحبستني ، فمن أين أقف على موضع هارب منك وأنا محبوس؟! فقال له : وأين كان متواريا؟ ومتى آخر عهدك به؟ وعند من لقيته؟ فقال : ما لقيته منذ توارى ، ولا أعرف له خبرا. فقال : والله لتدلّ عليه أو لأضربن عنقك الساعة ، قال : اصنع ما بدا لك ، أنا أدلّك على ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لتقتله! وألقى الله ورسوله وهما يطالبانني بدمه ، وانه لو كان بين ثوبي وجلدي ما كشفت فقال أضربوا عنقه! فقدّم فضرب عنقه ، ثم دعاني فقال : أتقول الشعر أو لألحقنّك به؟! فقلت : بلى أقول الشعر. قال : أطلقوه ، قال محمد بن القاسم بن مهرويه : والبيتان اللذان سمعهما من حاضر في شعره الآن.
( منه قدسسره )
__________________
(١) الحجرات ٤٩ : ١١.
(٢) في الحجرية : ولعل يكره الرجل ، وما أثبتناه من العيون.