الفتح محمد بن عثمان بن علي الكراجكي ، عملها بعض معاصريه ، فإنّ فيها ما لفظه : مختصر كتاب الدعائم للقاضي النّعمان ، عمله وهو من جملة فقهاء الحضرة ، كتاب الاختيار من الأخبار ، وهو اختصار كتاب الأخبار للقاضي النعمان ، يجري مجرى اختصار الدعائم ، والظاهر أنّ المراد منه شرح الأخبار الآتي ، وفيه من الدلالة على جلالة قدره ما لا يخفى ، ولم أعرف صاحب الفهرست ، إلاّ أنّ في موضع منه هكذا : كتاب غاية الإنصاف في مسائل الخلاف ، يتضمّن النقض على أبي الصلاح الحلبي ـ رحمهالله ـ في مسائل خلف بينه وبين المرتضى رضياللهعنه ، نصر فيها رأي المرتضى ، ونصر والدي رحمهالله.
وفي موضع آخر : جواب رسالة الحازميّة في إبطال العدد وتثبيت الرؤية ، وهي الردّ على أبي الحسن بن أبي حازم المصري ، تلميذ شيخي رحمة الله عليه عقيب انتقالي من العدد ، أربعون ورقة ، ومن ذلك يظهر أنّه ووالده من فقهاء عصرهما ، ولعلّي أقف على مؤلّفه ان شاء الله تعالى.
وأمّا خامسا : فقوله في حقّ صاحب الأمل : إنّه من فرط صداقته .... إلى آخره ، فإنّه من غرائب الكلام ، فإنّ أبا الفرج ما ترجمه أحد من الفريقين إلاّ وصرّح بتشيّعه ، وإنّه كان زيديّا ، والزيدية من فرق الشيعة ، كما صرّح به كل من تعرّض لذكر المذاهب في كتاب الوقف ، بل الفقهاء وغيره.
وذكره النجاشي (١) ، والعلامة في الخلاصة (٢) ، وابن شهرآشوب في معالم العلماء (٣) ، وتبعهم صاحب الأمل في ذكره في سلك الرّواة والعلماء ، ولم يزد في
__________________
(١) لم نعثر في رجال النجاشي المطبوع على ترجمة لأبي الفرج الأصفهاني مستقلة وانما ذكره في ترجمة علي بن إبراهيم بن محمد الجواني : ٢٦٣ / ٦٨٧.
(٢) خلاصة الأقوال : ٢٦٧.
(٣) معالم العلماء : ١٤١ / ٩٨٦.