في قول الله : « وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ » يعني أولياء البيت يعني المشركين « إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ » حيث ما كانوا هم أولى به من المشركين ـ « وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً » قال : التصفير والتصفيق.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل كلهم من طريقه (١) قال : حدثني الزهري ومحمد بن يحيى بن حيان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن بن عمر قال : لما أصيبت قريش يوم بدر ورجع فلهم إلى مكة ـ ورجع أبو سفيان بعيره مشى عبد الله بن ربيعة ـ وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية في رجال من قريش ـ إلى من كان معه تجارة فقالوا : يا معشر قريش ـ إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم ـ فأعينونا بهذا المال على حربه ـ فلعلنا أن ندرك منه ثارا ففعلوا ـ ففيهم كما ذكر عن ابن عباس أنزل الله : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ـ إلى قوله ـ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ).
وفيه ، أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما : في قوله : « إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ ـ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ » قال نزلت في أبي سفيان بن حرب.
وفيه ، أخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سعيد بن جبير : في قوله : « إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ ـ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ » الآية ـ قال : نزلت في أبي سفيان بن حرب ـ استأجر يوم أحد ألفين من الأحابيش من بني كنانة ـ يقاتل بهم رسول الله صلىاللهعليهوآله سوى من استجاش من العرب ـ فأنزل الله فيه هذه الآية ـ.
وهم الذين قال فيهم كعب بن مالك رضي الله عنه :
وجئنا إلى موج من البحر وسطه |
|
أحابيش منهم حاسر ومقنع |
ثلاثة آلاف ونحن نصية |
|
ثلاث مئين إن كثرن فأربع |
أقول : ورواه ملخصا عن ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله بن الزبير.
__________________
(١) يعني طريق محمد بن إسحاق.