القرآن هذه الأمة بعذاب واقع قبل يوم القيامة ، ولازمه أن يرتفع الاستغفار من بينهم قبل يوم القيامة.
وفيه ، أخرج أحمد عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : العبد آمن من عذاب الله ما استغفر الله.
وفي الكافي ، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : مقامي بين أظهركم خير لكم ـ فإن الله يقول. ( وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ) ، ومفارقتي إياكم خير لكم. فقالوا : يا رسول الله مقامك بين أظهرنا خير لنا ـ فكيف يكون مفارقتك خير لنا؟ فقال : أما مفارقتي لكم خير لكم ـ فإن أعمالكم تعرض علي كل خميس واثنين ـ فما كان من حسنة حمدت الله عليها ، وما كان من سيئة أستغفر الله لكم.
أقول : وروى هذا المعنى العياشي في تفسيره والشيخ في أماليه ، عن حنان بن سدير عن أبيه عنه عليهالسلام ، وفي روايتهما أن السائل هو جابر بن عبد الله الأنصاري ع ، ورواه أيضا في الكافي ، بإسناده عن محمد بن أبي حمزة وغير واحد عن أبي عبد الله عليهالسلام.
وفي الدر المنثور ، أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير (رض) قال : كانت قريش تعارض النبي صلىاللهعليهوآله في الطواف ـ يستهزءون ويصفرون ويصفقون فنزلت : « وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً ».
وفيه ، أخرج أبو الشيخ عن نبيط وكان من الصحابة (رض) : في قوله : « وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ » الآية ـ قال : كانوا يطوفون بالبيت الحرام وهم يصفرون.
وفيه ، أخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل : « إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً » قال : المكاء صوت القنبرة ـ والتصدية صوت العصافير وهو التصفيق ، وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان إذا قام إلى الصلاة وهو بمكة ـ كان يصلي قائما بين الحجر والركن اليماني ـ فيجيء رجلان من بني سهم ـ يقوم أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله ، ويصيح أحدهما كما يصيح المكاء ، والآخر يصفق بيده تصدية العصافير ليفسد عليه صلاته.
وفي تفسير العياشي ، عن إبراهيم بن عمر اليماني عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام :