عباس لكن نسب فيه إلى أبي جهل ما نسب في هذه الرواية إلى الشيخ النجدي ثم ذكر أن الشيخ النجدي صدق أبا جهل في رأيه واجتمع القوم على قوله.
وقد روي دخول إبليس عليهم في دار الندوة في زي شيخ نجدي في عدة روايات من طرق الشيعة وأهل السنة.
وأما ما في الرواية من قول أبي كرز لما اقتفى أثر رسول الله صلىاللهعليهوآله : « هذه قدم محمد ، وهذه قدم ابن أبي قحافة ، وهاهنا غير ابن أبي قحافة » فقد ورد في الروايات أن ثالثهما هند بن أبي هالة ربيب رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
وقد روى الشيخ في أماليه ، بإسناده عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه وعبد الله بن أبي رافع جميعا عن عمار بن ياسر وأبي رافع وعن سنان بن أبي سنان عن ابن هند بن أبي هالة ، وقد دخل حديث عمار وأبي رافع وهند بعضه في بعض ، وهو حديث طويل في هجرة النبي صلىاللهعليهوآله وفيه : واستتبع رسول الله صلىاللهعليهوآله أبا بكر بن أبي قحافة ـ وهند بن أبي هالة فأمرهما أن يقعدا له ـ بمكان ذكره لهما من طريقه إلى الغار ، وثبت رسول الله صلىاللهعليهوآله بمكانه مع علي ـ يأمره في ذلك بالصبر حتى صلى العشاءين ـ ثم خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله في فحمة العشاء ـ والرصد من قريش قد أطافوا بداره ـ ينتظرون أن ينتصف الليل وتنام الأعين ـ.
فخرج وهو يقرأ هذه الآية « وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ـ فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ » وكان بيده قبضة من تراب فرمى بها في رءوسهم ـ فما شعر القوم به حتى تجاوزهم ـ ومضى حتى أتى إلى هند وأبي بكر ـ فنهضا معه حتى وصلوا إلى الغار. ثم رجع هند إلى مكة بما أمره به رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ودخل رسول الله وأبو بكر الغار ـ.
قال بعد سوق القصة الليلة : حتى إذا اعتم من الليلة القابلة انطلق هو ـ يعني عليا عليهالسلام ـ وهند بن أبي هالة حتى دخلا على رسول الله صلىاللهعليهوآله في الغار ـ فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله هندا أن يبتاع له ولصاحبه بعيرين ـ فقال أبو بكر قد كنت أعددت لي ولك يا نبي الله راحلتين ـ نرتحلهما إلى يثرب فقال : إني لا آخذهما ولا أحدهما إلا بالثمن ـ قال : فهي لك بذلك فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام ـ فأقبضه الثمن ثم وصاه بحفظ ذمته وأداء أمانته ـ.