مسعود في قوله : « وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها » قال هو رجل من بني إسرائيل يقال له : بلعم بن أبر.
وفيه ، أخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس قال : هو بلعم بن باعوراء ـ وفي لفظ : بلعام بن عامر ـ الذي أوتي الاسم كان في بني إسرائيل.
أقول : وقد روي كون اسمه بلعم وكونه من بني إسرائيل عن غير ابن عباس وروي عنه غير ذلك.
وفي روح المعاني : عند ذكر القول ـ بأن الآية نزلت في أمية بن أبي الصلت الثقفي الشاعر : أنه كان قرأ الكتب القديمة ـ وعلم أن الله تعالى يرسل رسولا ، فرجا أن يكون هو ذلك الرسول ـ فاتفق أن خرج إلى البحرين وتنبأ رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فأقام هناك ثماني سنين ثم قدم ـ فلقي رسول الله صلىاللهعليهوآله في جماعة من أصحابه ـ فدعاه إلى الإسلام ، وقرأ عليه سورة يس ـ حتى إذا فرغ منها وثب أمية يجر رجليه ـ فتبعته قريش تقول : ما تقول يا أمية؟ قال : حتى أنظر في أمره.
فخرج إلى الشام وقدم بعد وقعة بدر يريد أن يسلم ـ فلما أخبر بها ترك الإسلام وقال : لو كان نبيا ما قتل ذوي قرابته ـ فذهب إلى الطائف ومات به.
فأتت أخته الفارعة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فسألها عن وفاته فذكرت له أنه أنشد عند موته.
كل عيش وإن تطاول دهرا |
|
صائر مرة إلى أن يزولا |
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي |
|
في قلال الجبال أرعى الوعولا |
إن يوم الحساب يوم عظيم |
|
شاب فيه الصغير يوما ثقيلا |
ثم قال صلىاللهعليهوآله لها أنشديني من شعر أخيك فأنشدت :
لك الحمد والنعماء والفضل ربنا |
|
ولا شيء أعلى منك جدا وأمجد |
مليك على عرش السماء مهيمن |
|
لعزته تعنو الوجوه وتسجد |
من قصيدة طويلة أتت على آخرها ـ.
ثم أنشدته قصيدته التي يقول فيها :