غيره ـ نورا لا ظلام فيه ، وصادقا لا كذب فيه ، وعالما لا جهل فيه ، وحيا لا موت فيه ـ وكذلك هو اليوم ، وكذلك لا يزال أبدا ( الحديث ).
وفي التوحيد ، بإسناده عن الرضا عليهالسلام في حديث : ـ كان يعني رسول ص ـ إذا نظر إلى ربه بقلبه ـ جعله في نور مثل نور الحجب حتى يستبين له ما في الحجب.
وفيه ، أيضا بإسناده عن محمد بن الفضيل قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام هل رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله ربه عز وجل؟ فقال : نعم بقلبه رآه أما سمعت الله عز وجل يقول : « ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى » لم يره بالبصر ولكن رآه بالفؤاد.
وفيه ، بإسناده عن عبد الأعلى مولى آل سام عن الصادق عليهالسلام في حديث : ومن زعم أنه يعرف الله بحجاب أو بصورة أو بمثال ـ فهو مشرك لأن الحجاب والمثال والصورة غيره ـ وإنما هو واحد موحد فكيف يوحد من زعم أنه عرفه بغيره؟ إنما عرف الله من عرفه بالله ـ فمن لم يعرفه به فليس يعرفه ، إنما يعرف غيره ، ليس بين الخالق والمخلوق شيء ، والله خالق الأشياء لا من شيء.
تسمى بأسمائه فهو غير أسمائه ، والأسماء غيره ، والموصوف غير الواصف ، فمن زعم أنه يؤمن بما لا يعرف فهو ضال عن المعرفة ، لا يدرك مخلوق شيئا إلا بالله ، ولا تدرك معرفة الله إلا بالله ، والله خلو من خلقه وخلقه خلو منه.
أقول : الرواية تثبت معرفة الله لكل مخلوق يدرك شيئا ما من الأشياء ، وتثبت أن هذه المعرفة غير المعرفة الفكرية التي تحصل من طريق الأدلة والآيات وأن القصر على المعرفة الاستدلالية لا يخلو عن جهل بالله ، وشرك خفي.
بيان ذلك بما تعطيه الرواية من المقدمات أن المعرفة المتعلقة بشيء إنما هي إدراكه فما وقع في ظرف الإدراك فهو الذي تتعلق به المعرفة حقيقة لا غيره ، فلو فرضنا أنا عرفنا شيئا من الأشياء بشيء آخر هو واسطة في معرفته فالذي تعلق به إدراكنا هو الوسط دون الظرف الذي هو ذو وسط ، فلو كانت المعرفة بالوسط مع ذلك معرفة بذي الوسط كان لازمه أن يكون ذلك الوسط بوجه هو ذا الوسط حتى تكون المعرفة بأحدهما هي بعينها معرفة بالآخر فهو هو بوجه وليس هو بوجه فيكون واسطة رابطة بين الشيئين فزيد الخارجي الذي نتصوره في ذهننا هو زيد بعينه ولو كان غيره لم نكن