قريب منه وليس به.
أقول
: أما ذيل
الرواية فهو تمثيل للتقريب وليس به بأس ، وأما صدره ففيه خفاء ولعل المراد بقوة
عشرة آلاف لسان ما في العشرة آلاف من قوة التفهيم لو تأيد بعضها ببعض فإن ألسن
الناس مختلفة في قوة التفهيم فالمراد أن ذلك يعادل من حيث إعطاء التفهيم والكشف عن
المراد عشرة آلاف لسان لو جمع بعضها مع بعض.
وعلى هذا يكون
المراد بالمغايرة في قوله : « كلمه بغير الكلام الذي كلمه يوم ناداه » التفاوت من حيث
كيفية التفهيم.
وفي المعاني ،
بإسناده عن هشام قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام ـ إذ دخل عليه معاوية بن وهب وعبد الملك بن أعين ـ فقال
له معاوية بن وهب : يا ابن رسول الله ما تقول في الخبر المروي : أن رسول ص رأى ربه؟
على أي صورة رآه؟ وفي الخبر الذي رواه أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة؟ على أي
صورة يرونه؟ فتبسم ثم قال : يا معاوية ما أقبح بالرجل ـ يأتي عليه سبعون سنة
وثمانون سنة ـ يعيش في ملك الله ويأكل من نعمه ـ ثم لا يعرف الله حق معرفته. ثم
قال : يا معاوية إن محمدا صلىاللهعليهوآله لم ير الرب تبارك وتعالى ـ بمشاهدة العيان ، وإن الرؤية
على وجهين : رؤية القلب ورؤية البصر ـ فمن عنى برؤية القلب فهو مصيب ، ومن عنى
برؤية البصر فقد كذب وكفر بالله وآياته ـ لقول رسول الله صلىاللهعليهوآله : من شبه الله بخلقه فقد كفر.
ولقد حدثني أبي
عن أبيه عن الحسين بن علي عليهالسلام قال : سئل أمير المؤمنين عليهالسلام فقيل له : يا أخا رسول الله هل رأيت ربك؟ فقال : لم
أعبد ربا لم أره ـ لم تره العيون بمشاهدة العيان ـ ولكن تراه القلوب بحقائق
الإيمان.
وإذا كان
المؤمن يرى ربه بمشاهدة البصر ـ فإن كل من جاز عليه البصر والرؤية فهو مخلوق ، ولا
بد للمخلوق من خالق فقد جعلته إذا محدثا مخلوقا ، ومن شبهه بخلقه فقد اتخذ مع الله
شريكا.
ويلهم ألم
يسمعوا لقول الله تعالى : « لا
تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ
» وقوله لموسى : « لَنْ تَرانِي وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ
ـ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي ـ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ
لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً » وإنما طلع من نوره