كل ذلك لقربهم ،
وإتصالهم النسبي به ، ولأجل ذلك نرى القرآن الكريم يجعل اكرامهم ، والاحسان إليهم يأتي في المرحلة التالية لاكرام الابوين فالفرع يتقوم بأصله والكل يتقوم بالحواشي المحيطة بهما.
الاسرة العامة :
واذا ما إنتهى التدرج من بيان أسرة
الانسان الخاصة جاء الدور لبيان من ينفق عليه من أسرة الانسان العامة. فقد رتبت الآية الكريمة على الوالدين ، والاقربين ، قوله تعالى :
(
وَالْيَتَامَىٰ
وَالمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ
).
اليتامى أولاً ، ثم المساكين ، وبعدهم
ابن السبيل ، وهو المنقطع في بلاد الغربة حيث يفقد ما يوصله إلى أهله من مال ، أو راحلة.
« اليتامى » فيهم ما في المساكين من
العوز ، والفقر ، وزيادة وهي مشكلة اليتم ، والانفراد ، وفقدان الكفيل ، والمربي لذلك كانوا في التدرج مقدمين على من كانت به مسكنة ، وعوز سواء كان المسكين أسوأ حالاً من الفقير ، أو العكس.
فاليتيم : في الحقيقة مسكين زائداً ذل
اليتم ، والانفراد ، وهما معاً مقدمان على ابن السبيل ، ولكن ليس في هذا التقدم ما يمنع من اعطاء ابن السبيل ، وإيصاله إلى بلده ما دام في البلد يتيم ، أو مسكين ، بل التدرج لبيان حالة السوء في الوضع الاجتماعي.
وابن السبيل بطبيعة الحال ليس في الغالب
بيتيم ، ولا مسكين وان كان قد تجتمع هذه الخصال في واحد.
هذه هي جهات الانفاق يحددها الكتاب
الكريم ليحصل المنفق من وراء كل حبة سبعمائة حبة ، وليشاهد عطائه ينمو فيحصل هذا الربح الوفير لقرابته ، والبعيدة ولاسرتيه الخاصة والعامة.