(
يَسْأَلُونَكَ
مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ
وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ
خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ
) .
والسؤال في ظاهر الآية عما ينفق بينما
جاء الجواب عمن ينفق عليه ولرفع هذا الالتباس يقول علماء التفسير.
فان قلت : كيف طابق الجواب السؤال في
قوله ( مَا أَنفَقْتُم
) وهم قد سألوا عن بيان ما ينفقون واجيبوا ببيان المصرف.
قلت : قد تضمن قوله ( مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ
) بيان ما
ينفقونه وهو كل خير ، وبين الكلام على ما حداهم وهو بيان المصرف لأن النفقة لا يعتد بها إلا أن تقع موقعها » .
وقال الطبرسي : « السؤال عن الانفاق
يتضمن السؤال عن المنفق عمله فانهم قد علموا أن الأمر وقع بإنفاق المال فجاء الجواب ببيان كيفية النفقة وعلى من ينفق » .
لقد كان التحضير من الآيات الكريمة
السابقة في الترغيب والتشويق الى الانفاق هو الذي دعاهم للسؤال عن كيفية الإِنفاق.
لذلك بدأ القرآن يبين لهم مراحل الإِنفاق
بجهتيه :
نوعيته ، ومصرفه.
فعن النوعية لم يحدد لهم شيئاً يفرض فيه
الانفاق ، بل ترك ذلك إلى تقديرهم.
فالاطعام خير ، والكساء خير ، والمال
خير.
__________________