مرّت سبعة أيام..أيام ملوّنة كقوس قزح
.. حتّى اذا أطلّ اليوم السابع ... نحر النبيّ كبشاً وعقّ عن حفيده .. لقد فدت
السماء اسماعيل بكبش وهاهو حفيد ابراهيم يفدي الوليد المبارك بكبش أملح .. واعطى
القابلة فخذاًوديناراً ...
وضع النبيّ الوليد في أحضانه وحلق شعره
وتصدّق بوزن الشعر فضة.
وأدرك الذين رأوا النبيّ وحفيده وتلك
السعادة التي كات تتدفّق في وجه النبيّ ان حبّاً عظيماً قد تفجّر في قلب الرسول
وان لهذا الوليد المبارك شأناً عظيماً.
وتدور الأيّام والقلب الصغير ينبض بهدوء
كنهر هادئ ...
استعادت فاطمة نشاطها بل شعرت ان قوّة
كامنة قد تولّدت في روحها .. قوّة تدفعها الى العمل .. الى ان تلمس الأشياء
فتمنحها اسمها وجمالها.
رشت الفناء بالماء .. تناثرت من بين
أصابع كفّها حبّات باردة كانت تتألّق في ضوء الشمس .. وامتلأ الفضاء برائحة طيّبة
تشبه رائحة الأرض المرشوشة بالمطر .. رائحة تشدّ المرء إلى أن يفتح صدره فيستنشق
الهواء يملأ به رئتيه.
كان الحسن في مهده غافياً .. وطيف
ابتسامة يلوح فوق فمه