كانت كلمات الله تترقرق في اعماقها : « لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ».
هتف فاطمة :
ـ يارسول الله!
التفت الأب العظيم وكان ينتظر منها كلمة أقرب الى قلبه :
ـ يا فاطمة! انّها لم تنزل فيك .. أنت مني وأنا منك ... قولي يا أبه ، فانّها أحيى للقلب وأرضى للرب.
سأل عليّ مبتسماً وقد أراد أن يشيع البهجة في الحجرة :
ـ يا رسول الله ، أنا أحبّ اليك أم فاطمة؟
ضحك النبيّ وقال بود :
ـ أنت عندي أعزّ منها وهي أحبّ منك. طافت الابتسامة الوجوه كفراشة تدور بين زهرات ثلاث.
التفت النبيّ الى ذكرى خديجة وقال مستفسراً :
ـ يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس؟
سكتت فاطمة ، لاذت بالصمت ...
لقد اكتشف أبوها اذن انها جاءته لحاجة ثم عادت دون ان تسأله ، وهاهو اليوم يسألها وهي تودّ أن لا تسأله ، على أن منظرها يشفّ عمّا بها خاصّة كفيّها فيما تزالان تؤلمانها من كثرة ما طحنت بالرحى.