ـ رحم الله خديجة.
صرخت عائشة ثائرة :
ـ إنّك تحبّ فاطمة وعليّاً اكثر مني ومن أبي.
ماذا تقول فاطمة لهذه المرأة. هل تقول لها كيف لا يحبّ علياً وقد ربّاه في حجره ، فلما اشتدّ عوده آمن به وفداه بنفسه يوم هاجر ، وفي بدر وقد نصر الله المسلمين وهم قلّة. أتقول لها أن أباك كان مختبئاً في « العريش » وكان عليّ يقاتل .. يقات بضراوة فصرع لوحده خمسة وثلاثين من صناديد قريش من أصل سبعين. ماذا تقول لهذه المرأة التي أفقدتها الغيرة صوابها ، ماذا تريد من أبي وزوجي .. كانت لوعة تتأجج في روحها.
ـ لك الله يا أبي.
وماذا بوسعها أن تقول .. لا لا .. لن تقول شيئاً .. لن تضيف همّاً جديداً إلى هموم النبي وقد تألّب العرب عليه ... لقد تعلّمت فاطمة الصبر .. رضعته مع لبن امّها .. مرّاً حنظلاً لكنها تعودت مذاقه حتى بات شيئاً مألوفاً.
وفي البيت نادت فاطمة أباها :
ـ يا رسول الله.
ولكن ، لا جواب ... ونادت مرّة اخرى يا رسول الله.