ـ والله لو علمت ودّي لها لازددت لها حباً.
أجابت ممتعضة :
ـ أنت لا تفتأ تكرّر ذلك وتذكر امّها العجوز وقد هلكت في الدهر الأول فابدلك الله خيراً منها.
أجاب النبيّ بحزن :
ـ لا والله ما أبدلني خيراً منها ... آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدّقتني إذ كذبني الناس ، وانفقت مالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها ذرّية دون النساء. ارتفع صوت عائشة فقالت فاطمة وهي تنسحب بهدوء :
ـ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيّ.
ردّت عائشة وقد احمّر وجهها غيظاً :
ـ والله يا بنيّة خديجة ما ترين إلاّ أن لأمّك علينا فضلاً وأيّ فضل كان لها علينا؟!
ما لهذه المرأة لا تفتأ تذكر امرأة توسّدت التراب من ثلاث سنين إلاّ لأنها ولدت فاطمة؟ وفاطمة فتاة تنم عن سيدة كما ينمّ البلور عمّا فيه وقد ولدت سيّدة النساء. تدخّل النبيّ غاضباً :
ـ يا حميراء ان الله بارك في الودود الولود.
وأردف وهو يكفكف دمعة شرقت من عينيه :