اسماء تراقب فتاة تشعّ نوراً كلما اشتدت ظلمة الأرض.
قالت فاطمة قبل أن ترقد :
ـ يا أسماء أنا استقبح ما يفعل بالمرأة بعد الموت يطرح عليها ثوب فيصفها للناظر ... ألا تصنعين لي شيئاً يسترني.
أجابت اسماء تطيب خاطرها :
ـ كنت بأرض الحبشة فرأيتهم يصنعون شيئاً فان أعجبك صنعت لك مثله.
هزّت فاطمة رأسها موافقة .. وراحت تراقب اسماء وقد تدفّقت ينابيع الأمل في قلبها الكسير.
أحضرت اسماء سريراً فأكبّته على وجهه ثم جاءت بجريد النخل وأوصلت بين قوائمه وشدّتها بحبال من الليف .. ثمّ ألقت عليه غطاءً.
بان الرضا في وجه حورية الأرض وابتسمت :
ـ نعم اصنعي لي مثله .. ما أجمل هذا يا اسماء ... استريني سترك الله.
تمدّدت فاطمة في فراشها ثم وضعت يدها تحت خدّها .. أغمضت عينيها ونامت ... وكانت اسماء قد سمعتها تتمتم بصوت ملائكي :
ـ السلام على جبريل. الهي في رضوانك وجوارك ودارك دار السلام.