٣٤
جلست حفصة قرب عائشة كما تجلس الجارية
عند سيدتها أو المريد عند استاذه يتعلّم منه أو يراقب حركاته وسكناته ولعلّ
الصداقة التي تربط بين الأبوين قد بخّرت تماماً ما تضمره المرأة لضرّتها وأزاحت
بعيداً ذلك التنافس المرير في التفوّق وهاهي الأيام تمرّ لتوحّد بينهما ، تضاعفت
خلوات عمر بأبي بكر وزادت الأواصر بين عائشة وحفصة ...
وقد جلست المرأتان فيما يشبه الاحتفال
بالنصر .. أو التفكير لجولة قادمة ..
كانت عائشة تغالب شعوراً بالتشفي
والانتقام وها هو أبوها يحقق أول انتصار على منافسه.
منذ سنوات وأبو بكر يفعل المستحيل ليبقى
في الصدارة ... فهو صاحب النبيّ في الغار وهو الملازم له في العريش ... هو وعليّ
فرسا