ووجد الغرقى قشّاً فراحوا يتشبثون.
وعندما يفقد الانسان الأمل فانّه قد يعمد الى وهم يهبه شكل الحقيقة في لحظة يأس مريرة ..
تحلق الناس حول رجل يبرق ويرعد ويهدّد من يقول بموت الرسول ... وما أجمل ما يقوله « عمر » انّ محمّد لم يمت ولا يموت حتى يظهر دينه على الدين كلّه .. لله درّك يابن الخطّاب.
كان المغيرة ينظر الى أبي حفص يفكّر في لغز استعصى حلّه عليه .. ارتسمت علامة استفهام كبيرة ما تزال حتى اليوم وربّما إلى يوم الدين.
من بعيد لاح أبو عائشة يحثّ الخطى .. ولعلّ « المغيرة » قد لاحظ شيئاً .. فقد بدا الرجل الذي كان يهدّد ويتوعد من حوله بالويل والثبور يخفف من حدّته .. وانحسرت تلك الزوبعة المدمّرة ليحلّ مكانها سكون رهيب.
هتف أبو بكر من بعيد :
ـ على رسلك ايّها الحالف.
ثم التفت الى الامة المدهوشة :
ـ ايّها الناس من كان يعبد محمّداً فانّ محمّداً قد مات ومن كان يعبد الله فانّ الله حيّ لا يموت .. وما محمّد إلاّ رسول قد خلت من