العينين يبحث عن صاحبه يترقّب حضوره بين اللحظة والاخرى ... همس في نفسه حانقاً :
ـ ما كان على أبي عائشة أن يذهب الى « السنخ » في هذه الأيام ...
كان منظر « عمر » مخيفاً بطوله الفارع وعينيه المتوقدتين وزادت نظراته الغضبة هيبته في النفوس فتنحوا عن طريقه وهو يدخل منزل النبيّ.
كشف عمر عن وجه النبيّ وتمتم بصرامة :
ـ لقد اغمي على رسول الله.
قال أحد الحاظرين مستنكراً :
ـ قد مات رسول الله.
أجاب عمر بغضب :
كذبت ما مات ولقد ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران. غادر عمر المنزل هائجاً ووقف وسط الجماهير وهو يلوح بسيفه :
ـ ان رجالاً من المنافقين يزعمون ان رسول الله قد مات وانّه والله ما مات ولكنه ذهب الى ربّه كما ذهب موسى بن عمران والله ليرجعنّ رسول الله فليقطعنّ أيدي رجال وأرجلهم ممن أرجف بموته.
وجد القطيع الممزّق شبحاً لراع فالتفت حوله تلتمس الأمن؛