قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئاً.
تنفّس أبو حفص الصعداء وهو يرنو الى صاحبه الذي حضر في الوقت المناسب ...
كان المغيرة ما يزال يراقب أبا حفص وهو يكاد يصعق .. لقد انتهت الثورة. فجأة هدأت العاصفة. استسلمت عند قدمي أبي عائشة ..
وقف عمر الى جانب صاحبه وانظمّ اليهما رجل ثالث هو « إبن الجرّاح » وتبادل الثلاثة نظرات هي أبجدية كاملة .. ربّما كانوا يفكّرون للمستقبل ليومين أو ثلاثة أو ربما للتاريخ كلّه.
ان كلّ التحولات الاجتماعية الكبرى انما تولد في الضمائر قبل أن تجد طريقها الى الواقع .. انّها موجودة في دائرة القوّة حتى يأتي من يخرجها الى دائرة الفعل .. وكان في ضمائر جلّة المهاجرين وقريش قاطبة ألاّ تجتمع النبوّة والخلافة في بني هاشم ... وقد قرأ رجال ما يجول في الخواطر ليخرجوا ما استتر في الضمائر وعجز النبيّ عن هزيمته يوم هزم الاوثان العربيّة.
النبيّ الذي جاب الصحراء ينشر فيها النور والحياة هو الآن جثّة هامدة .. وتوقّف القلب الذي ينبض بالحبّ .. القلب الذي سحر كل القلوب فتآلفت. ومذ توقف هذا القلب انفرط عقد القلوب جميعاً كما