فاطمة تزداد نحولاً. غارت عيناها .. وصوتها زاد وهناً على وهن وهي قائمة تصلّي في المحراب ...
وفي منزل آخر الأنبياء هبط جبريل يحمل هدية السماء ... سورة الانسان وانها :
ـ بسم الله الرحمن الرحيم
هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا.
انّا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً.
انّا هديناه السبيل امّا شاكراً واما كفورا.
انّا اعتدنا للكافرين سلاسل واغلالاً وسعيرا.
إنّ الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا.
عيناً يشرب بها عباد الله يفجّرونها تفجيرا.
يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شرّه مستطيرا.
ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيرا.
انّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا.
انّا نخاف من ربّنا يوماً عبوساً قمطريرا.
فوقاهم الله شرّ ذلك اليوم ولقاهم نضرةً وسرورا.
وجزاهم بما صبروا جنّة وحريرا ...
انّ هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكورا.