قال النبيّ مستبشراً وهو يراقب ذعر الافاعي :
ـ الله أكبر! خربت خيبر .. انا اذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.
الصحراء تراقب معركة وشيكة .. معركة مدمّرة سيكون لها شأن.
ووقف التاريخ يصغي الى ما يدور بصمت.
اجتاح المسلمون المناطق المشجرة ما بين الحصون ... ووقفت جدران « النطاة » و« الصعب » و« ناعم » و« الشق » و« القموص » و« الوطيح » و« سلالم » ثابتة في وجه الهجوم ودار قتال رقيب في الشوارع.
سقط خمسون جريحاً من المسلمين .. صمد اليهود قاتلوا بضراوة .. على خيبر ألاّ تسقط ... لان سقوطها يعني أن يعود السامريّ إلى التيه مّرة اخرى .. سوف يشدّ عباءته ويرحل الى سيناء ينقب في آثار القوافل المسافرة لعلّه يعثر على أثر « الرسول » فيأخذ قبضة اخرى.
استشهد محمّد بن مسلمة؛ ترصّده يهودي من فوق الحصن ثم دفع عليه الرحى فسقطت عليه.
الحصون منيعة واقفة كالجبال ... والأمل قطرات من ندى تبخرت لدى شروق الشمس و« السامريّ » ينظر باستعلاء وشماتة الى نبيّ