واهتزت راية العقاب في قبضة علي ، وغادر آخر الانبياء المدينة في ألف وستمئة محارب. ولكي يفوّت الفرصة على العقل اليهودي الذي جبل على الغدر فقد تحتم على قوّات المسلمين أن تقطع المسافة بأقصى سرعة ..
لم تمرّ ثلاثة ايام حتى وصل النبيّ بجيشه مشارف خيبر ... وكان الظلام يغمر الاشياء يحيطها بالغموض والأسرار .. وبدت الحصون في رهبة الظلام كائنات خرافية رابضة فوق الأرض.
قبل أن يطلع الفجر كان المسلمون يحيطون بخيبر من كل الجهات وقد استكملوا إحتلال بساتين النخيل المحيطة.
العجل « السامريّ » يتطلّع الى أوثان « غطفان » « التبر » يستنجد « الحجر » « العجل » يطلق خواراً عالياً .. و« الأوثان » حجارة صمّاء لا تفقه شيئاً مما يدور.
طلع الفجر ، واخرجت الافاعي رؤوسها ، صرخ أحدهم مأخوذاً بهول المفاجأة :
ـ محمّد والخميس!
كان اسم « محمد » يخلع قلوبهم .. لا يتحملون سماع هذا الاسم .. كما كانوا يتميزون غيظاً لدى ذكر « جبريل » لو كان غير « جبريل » يحمل رسالة السماء إلى ابن مكّة لكان لهم موقف آخر ...