ـ كيف لا يصنع الله لك! وقد اعطتك ايّاه سيدة بنات آدم.
سأل عمّار وكان حاضراً :
ـ بكم تبيع العقد يا شيخ؟
ـ بشبعة من الخبز واللحم ، وبردة يمانية استر بها نفسي واصلّي بها لربي.
ملأ الشيخ كفيه دنانير من ذهب ودراهم من فضة فهتف جذلاً :
ـ ما أسخاك بالمال يا رجل!
غاب الشيخ برهة ثم عا وبريق أمل يشعّ من عينيه ، وكلمات الدعاء وتمتمات الثناء تنساب من بين شفتيه فقد أغناه الله بعد فقر وأشبعه بعد فقر وأشبعه بعد جوع وكساه بعد عري.
انطلق عمّار الى منزله ... فكسب عطراً غالياً على العقد ثم لفّه ببردة يمانية وقال لفتاه وكان اسمه سهم :
ـ انطلق الى فاطمة وسلّمها العقد وأنت لها.
وانطلق سهم كسهم يجتاز البيوت حتى اذا وقف على باب فاطمة :
ـ السلام عليك يا بنت رسول الله ... العقد وأنا لك يا بنت محمّد.
ـ العقد لي وأنت حرّ لوجه الله.
كاد الفتى يطير فرحاً ... كان يفكّر بالحرية .. يحلم بها .. وهاهي