اللحظة التي كاد أن ينساها تتحقق فيدخل الدنيا حرّاً طليقاً .. انه لن ينسى أبداً فاطمة ... السيّدة التي أعادت اليه شيئاً غالياً فقده منذ زمن.
عاد مهرو لاً والفرحة تطفو فوق وجهه جبينه مشرق وفمه كهلال عيد الفطر. وجد نفسه يعود إلى عمّار ، هتف عمّار :
ـ ما يضحكك يا سهم؟
ـ أضحك لبركة هذا العقد .. اشبع جائعاً وكسى عرياناً وأغنى فقيراً واعتق عبداً ثم عاد الى صاحبه.
وعندما أوت الطيور الى أعشاشها .. وعاد المزارعون الى بيوتهم وساق الرعاة غنيماتهم ... في طريق العودة وقد غابت الشمس ... لتتألّق النجوم في صفحة السماء ويشرق القمر ... كانت حكايات السمر تتحدّث بقصّة عقد مبارك وهبته بنت محمّد ثم عاد اليها بعد أن مست بركته جياعاً وعراة وعبيداً ... وهبتهم الخبز والكساء والحريّة.